تهريب المخدرات يطيح بأمنيين وجمركيين
إحالـة 17 متهمـا على النيابـة العامـة بعد أن فضحتهم كاميرات المراقبة والفرقة الوطنية كشفت تورطهم في تسهيل مرور أطنان من الشيرا
أطاحت التحقيقات، التي أجرتها عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، حول ما يعرف بقضية “مخدرات باب سبتة”، بمجموعة من الجمركيين والأمنيين، بعد أن تبين تواطؤهم مع شبكات دولية لتهريب المخدرات.
وكشفت الأبحاث، التي استمرت شهورا بعد ضبط مخدرات داخل سيارة مهاجر مغربي، عن تورط ثمانية جمركيين وستة عناصر من الأمن الوطني، يشتغلون جميعهم بالمعبر الحدودي باب سبتة، إضافة إلى 3 ثلاثة مهربين، ضمنهم امرأة، تمت إحالتهم على النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية بتطوان، صباح أول أمس (الخميس)، بعد انتهاء التحقيق التمهيدي، لتقرر النيابة العامة إرجاع مسطرة البحث التمهيدي الذي عهد به للفرقة الوطنية من أجل تعميق البحث.
ورجحت مصادر “الصباح” أن تعصف التهم المنسوبة إليهم بمسارهم المهني وتهددهم بعقوبات سجنية.
وحسب ما توصلت إليه “الصباح” من معلومات، فإن التحقيقات التي استغرقت حوالي 16 شهرا، وأشرفت عليها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بتعليمات من النيابة العامة، انتهت إلى التوصل إلى أن عينة من المشتبه فيهم متواطئة مع مهربي المخدرات، التي ضبطت بعد اجتيازها لمعبر باب سبتة على متن سيارة خاصة، حيث فاقت كميتها ستة أطنان.
واستمعت عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية إلى عدد من الجمركيين والأمنيين العاملين بنقطة التفتيش والمراقبة بالمعبر الحدودي باب سبتة، على خلفية قضية تمكن سيارة محملة بـ 664 كيلوغراما من المخدرات من اجتياز المعبر، ليتم حجزها بتاريخ 28 يناير 2020، من قبل مصالح الحرس المدني الإسباني، بمركز “طارخال” المؤدي إلى سبتة المحتلـة.
واستندت التحقيقات إلى الاستماع إلى عدد من الأشخاص وتتبع جميع الخيوط، وتحليل جميع المعطيات، بما فيها الاطلاع على تسجيلات كاميرات المراقبة المثبتة بالمركز الحدودي باب سبتة، بتزامن مع تاريخ وتوقيت مرور السيارة، حيث وقفت تحقيقات الفرقة الوطنية للشرطة القضائية على الاشتباه في تورط بعض الأمنيين والجمركيين، بعد الاطلاع على التسجيلات، إذ تبين أنها قصرت في عملية المراقبة الموكولة لها، ما سهل مرور السيارة المحملة بشحنة المخدرات دون إخضاعها للتفتيش المفروض والضروري، خاصة أن الكمية المحجوزة من المخدرات كبيرة ومهمة.
وحلت عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بمعبر باب سبتة، في يناير 2020، للبحث في ملابسات تهريب هذه الشحنة الضخمة من المخدرات، فأوقفت رجلا وزوجته، من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالديار الفرنسية، على خلفية البحث، فيما بقيت الأبحاث مستمرة للكشف عن مشتبه فيهم آخرين.
يوسف الجوهري (تطوان)
جريدة الصباح

Enregistrer un commentaire